Featured Video

اليكم تفاصيل حكاية كارويلنا الناجية من مجزرة مخيم الشبيبة في جزيرة اوت اويه النرويجية



حكاية ناجية من مجزرة مخيم الشبيبة في جزيرة اوت اويه النرويجية

كنت أضع على كتفي الكوفية الفلسطينية ثم نزعتها وعلقتها على شجيرة


إعداد نضال حمد



Foto: Jacques Hvistendahl

أوسلو - الصفصاف : يغيب عن بال كثير من القراء العرب أو يجهلون أن ضحايا المجزرة في مخيم الشبيبة بجزيرة "اوت اويه" كلهم من أصدقاء الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. وأن أعلام فلسطين وكوفيتها وشعارات قاطعوا الكيان الصهيوني (بويكوت إسرائيل) كانت تتواجد في كل خيمة من خيام المخيم ، الذي تحول الى ساحة للموت الهمجي، برصاص مجرم إرهابي معادي للقضية الفلسطينية ومعجب جدا بالكيان الصهيوني وقياداته المجرمة. كنا في موقع الصفصاف كتبنا فور وقوع المجزرة عن هذا الموضوع وها نحن نعيد اليوم التذكير بذلك عبر نقل هذه الشهادة للشابة كارولينا سفندسن التي قدمتها يوم السبت 21-4-2012 لصحيفة داغبلاده اليومية النرويجية.

كارولينا سفندسن البالغة من العمر 19 عاما ، الناجية من مجزرة معسكر الشبيبة في جزيرة اوت اويه النرويجية في الثاني والعشرين من تموز يوليو من العام الفائت، تلك المذبحة المروعة التي نفذها الإرهابي النرويجي اندرس بيهرنغ برايفيك نتيجة كراهيته وحقده ومعاداته لليساريين والاشتراكيين والماركسيين ، وللمهاجرين الأجانب ، وبالذات للمهاجرين المسلمين، ولمحاربة تعدد الثقافات في النرويج، هذا الشعار الذي رفعته وترفعه قوى اليسار ويسار الوسط في المملكة النائية ، والذي تبناه ويتبناه حزب العمل الحاكم منذ عدة سنوات.

الهزة العنيفة

تروي كارويلنا كيفية هروبها من موت محتم وكيف عاشت تلك اللحظات العصيبة فتقول :

تسلقت منحدر حاد ثم نزلت وتابعت ذلك مرة أخرى ،  لكي أرى ما حدث. كنت أضع على كتفي الكوفية الفلسطينية ثم نزعتها وعلقتها على شجيرة ظنا مني أن للقاتل خلفية سياسية وانه يقتل بدوافع سياسية. رأيت أن بعض الشباب سبحوا في البحر مقابل الجزيرة وأنع بعض الزوارق العابرة انتشلتهم.

برايفك الوحش



قالت كارولينا لجريدة داغبلاده اليومية النرويجية في لقاء أجرته على هامش محاكمة الإرهابي برايفيك ان هذا الشخص لم يعد وحشاً يلاحقها كما فعل في أثناء المجزرة بالجزيرة  وأنها لم تعد تراه يطاردها لقتلها... وتضيف : " لقد كان وحشا  ضخما ومرعبا ".

لقد كانت لدي بعض الكوابيس حيث كنت أشاهد برايفك كوحش، كبير مخيف. وأحيانا كنت أراه خلفي مثل الظل الذي يتبعني. إذ في حال توقفت عن الجري سوف يقتلني.

كان مثل وحش كبير ومخيف بلباس اسود ومحمل بكثير من الأسلحة

بعد ان رأيته في المحكمة وسمعت صوته الرقيق الشبيه بأصوات الإناث لم أعد أراه وحشا واختفى الخطر بالنسبة لي.

  الوحش في القفص ، تستطيع كارولينا التي نجت بأعجوبة من المذبحة أن تنام بهدوء.

في البداية هربت من الوحش عبر درب في الجزيرة يسمى طريق المحبة .. وعلى الطريق هناك والتي تؤدي الى الطرف الجنوبي للجزيرة الصغيرة وجدت كارويلنا الكثير من الجثث. ولم يكن القاتل يبعد عن مخبئها سوى ثلاثة أمتار.  اختبأت بين الشجيرات ثم سارت بمحاذاة الطريق بعيدا عن مسرح الجريمة.

صراع اللحظة

فكرت بالنزول الى البحر والاختباء في المياه لكنها لاحظت أن يداها ترتجفان بشكل عنيف فأقلعت عن تلك الفكرة. و عاودت الصعود على المنحدر الحاد. أثناء ذلك شعرت بصوت شيء مر قرب أذنها.. علىما يبدو ان الوحش برايفيك أطلق النار عليها لقتلها . ولكنها كما تقول ليست متأكدة من ذلك.

اللقاء بالشرطة

واصلت الهرب والجري الى ان التقت بطلائع الشرطة وكانت خائفة من أن يقوموا بإطلاق الرصاص عليها. لكنها جمعت قواها وتوجهت نحوهم ، حيث سألوها عما إذا كانت تعرف اين مكان الوحش في هذه اللحظات. بالقرب من مكان تجمع الشرطة وجدت مجموعة من الشبيبة تم إنقاذها.

النهاية

في الجزيرة كان برايفك وحشا مخيفا أما الآن فأرى فيه رجلا مثيرا للشفقة،  رجل وحشي وأناني بكى عندما شاهد الدعاية الخاصة به.

الآن أعتقد أن أفضل حل سيكون في حال حكم عليه .. أن يكون بالحجر في مصحة الرعاية النفسية، لأنها  تعتبر بالنسبة له خسارة وهزيمة.

هكذا أنهت كارولينا سفندسن حديثها الصعب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...