Featured Video

بقلم الشيخ محمد بن عبدالعزيز السعود (تعظيم الله تعالى في القلوب)



(تعظيم الله تعالى في القلوب)




خرج نافع مع ابن عمر رضي الله عنهما في بعض نواحي المدينة فوضعوا سُفرة فمر بهم راعٍ فقال له عبد الله : هلم يا راعي .
فقال : إني صائم 
قال : في مثل هذا اليوم الشديد حره في هذه الشعاب ؟
قال : أبادر أيامي 
قال : هل لك أن تبيعنا شاة ونعطيك من لحمها ما تفطر عليه ؟
قال : إنها لمولاي 
قال : فما عسى أن تقول لمولاك أكلها الذئب ؟ 
فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء يقول : أين الله ... فأين الله 
فلم يزل ابن عمر يقول : قال الراعي : فأين الله ، فبعث إلى سيده فاشترى منه الراعي والغنم فأعتق الراعي ووهب له الغنم .
هكذا يكون تعظيم الله جل ذكره في نفوس العارفين الموحدين ، حتى أصبحت قلوبهم متعلقة بالله ولا تخاف إلا من عقابه ولا ترجو إلا ثوابه ..
لم تلتفت لحطام دنيا ولا لثناء بشر ولا لرأيٍ يخالف شريعة الله مهما كان صاحب الرأي ..
يصلي أحد الصحابة بالناس فيقرأ الفاتحة ثم يقرأ سورة الإخلاص ثم يقرأ ما شاء من كتاب الله .. فرفع أمره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستدعاه فحضر .. فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي حملك على هذا الفعل ؟ فقال : هي سورة الإخلاص وفيها تعظيم وثناء لله عز وجل فأحب أن أقرأ بها في كل ركعة . فقال صلى الله عليه وسلم : بها أدخلك الله الجنة .
أحب الله فأحبه الله ، عظم الله فأعلى الله مقامه ورفع شأنه حتى جاءته البشارة بالجنة قبل مماته ..
إننا بحاجة أن نستشعر عظمة الله ونتفكر في ملكوته وعظيم خلقه ..
{أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون} 
وقال تبارك وتعالى : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر )
عندما نربي أبنائنا على التوحيد وتعظيم الله جل في علاه فإننا سنجني ثمرة جيل صالح يعبد الله ويعظمه ويقدره حق قدره .
وإن من الأسف والذل والعجب أن نرى ونسمع من يستهزأ بذات الله جل وعلا ويسخر بنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم نقف مكتوفي الأيدي لا ندافع ولا نناضل ولا نردع ذلك الفاسق ..
تباً لقلم لم يسكب حبره دفاعاً عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ..
ولك أن تتأمل معي بعض آيات من كتاب الله حينما قال النصارى وادعوا بأن الله تعالى اتخذ ولدا سبحانه فأتت الإجابة الرادعة القوية من رب السماوات والأرض جل ذكره تبين شنيع قولهم وقبح فعلهم وعظيم ما اقترفوا من الإثم :

(وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ( 88 ) لقد جئتم شيئا إدا ( 89 ) تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ( 90 ) أن دعوا للرحمن ولدا ( 91 ) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ( 92 ) إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ( 93 ) لقد أحصاهم وعدهم عدا ( 94 ) وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ( 95 ) )
هذا في حق من ادعى للرحمن بالولد ، فما بالك بمن استهزأ وتعالى على من خلقه وصوره ورزقه وأحسن عيشته ؟؟؟!!!
سبحانك ربنا ما قدرناك حق قدرك ..
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..
اللهم اجعلنا ممن سخرتهم لخدمة دينك ونشر شريعتك ونصرة سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .
والحمد لله رب العالمين .


محمد بن عبدالعزيز السعود

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...