Featured Video

صحيفة صوت فلسطين الحر بقلم: فرج العكلوك "ربيع" فلسطين يقترب الى الضفة وغزة



"ربيع" فلسطين يقترب الى الضفة وغزة بقلم: فرج العكلوك




صحيفة صوت فلسطين الحر

الاستقواء على الشعوب عبر قوى خارجية لا يصنع قادة ولا ينجب أبطال. الأبطال يصنعهم شيء واحد وهو التفاف شعوبهم حولهم فيصنعون معاً المعجزات. استقوت فتح بمصر حسني وبالغرب ففتقت في جسد فلسطين فتقاً لا يسده شيء واستقوت حماس بإيران وسوريا ففتقت فتقاً آخر في جسد فلسطين الممزق أصلاً وراهن الاثنان على ذلك الاستقواء ظناً منهما أن القوى الخارجية قادرة على ضخ الدماء إلى الأبد في عروق سلطتين تشبهان اليوم بعضهما البعض وإن اختلفتا بالأمس. سلطة في غرب الوطن لا تزال تراهن على كروت الصهاينة المحروقة وسلطة في شرق الوطن تلعب على حصان القيادة المصرية الجديدة الخاسر. سلطتان تحكمان على الأرض بقوة السلاح فلا يستطيع أن يكشف أخطائهما الكثيرة سوى كتاب يعيشون خارج نطاق السلطتين الجغرافي وإلا فإن التنكيل والاعتقال المؤقت أو طويل الأمد هو مصير كل من يرفع صوته معارضاً لممارسات أي من هاتين السلطتين اللتان لا تريانا إلا ما تريانه وقد سبقهما فرعون موسى بقوله لقومه من العبيد:"  قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" . فحتى فرعون ذلك الشديد الغباء كان يرى عن قناعة أنه يهدي قومه إلى سبيل الرشاد.

فماذا أنتج لنا صلف السلطتين الفلسطينيتين اليوم؟ هما لا تُريان الناس إلا ما تريدان للناس أن يروه، فهما فقط من يفهم في السياسة وهما فقط من يفهم في الاقتصاد وهما فقط من تعلمان أين هي مصلحة الشعب الفلسطيني! ألم يسمعا يوماً عن آباء وأجداد وشيوخ لا يفقهون شيئاً من أمرهم وأمر الدنيا؟ هل كل من بلغ من العمر عتياً قد نال شهادة الفهم؟ هيهات.. وما أكثر مفاسد بعض أصحاب الخبرات الواسعة.

لقد بلغ الصلف السياسي من هاتين السلطتين أنهما قد أضحتا مثالاً يحتذى لكل من أراد أن يورد شعبه موارد الهلاك ومع ذلك فالسلطتين ودون خجل لا تخجلان من استخدام إعلامهما المسيس والذي يفتقر إلى أدنى مقومات المهنية لكي تظهرا من خلاله كما لو أنهما قد حققتا من الإنجازات ما لم يحققه أحد. إذا كان الاحتلال الجاثم على قلوب مواطني الضفة الغربية انجازات فسحقاً لانجازاتكم متى تخجلون؟ وإذا كان حبس مليون ونصف فلسطيني في سجن غزة الكبير ومنع الفلسطينيين من ذوي أصول غزية من دخول غزة انجازات فسحقاً وتباً لإنجازاتكم ألا تستحون؟

أما بعض المطبلين الذين امتهنوا مهنة الكتابة "على واحدة ونص" من بعض الكتاب النافخين في قادة وأتباع السلطتين فهؤلاء لم يعد في وجوههم أصلاً قطرة دم واحدة تساعدهم على التظاهر بالخجل. المأجورين من بعض الكتاب والصحفيين والإعلاميين الذين لا يشاهدون فقر الناس في غزة ومعاناة من يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ومع ذلك فهم ينفخون في قادة غزة صبح مساء بكل عبارات النفاق. بعض الإعلاميين الذين يرون تجبر الصهاينة على أرضنا وشعبنا في الضفة وينفخون في قيادات السلطة صبح مساء دون خجل متى تخجلون؟

لقد أضحى قادة الضفة وغزة يظنون أنهم على شيء والشعب صامت ساكن مستكين لا حول له ولا قوة. ألم تقرأوا إذا بليتم فاستتروا؟ لقد بليتم بقيادتكم للشعب الفلسطيني في أحلك أيام في تاريخه. فشلتم فشلاً ذريعاً في كل شيء. فشلتم في تحرير الأرض وأضعتم عمر أجيال هباءاً منثوراً وفشلتم في إقامة دولة وفشلتم في إرجاع لاجئين وفرح من فرح بصواريخ المقاومة التي أصبحت ورقة مساومة ولم تعد صواريخ مقاومة. نعم تدركون وتعلمون في الضفة وغزة بأنكم قد وصلتم إلى حائط سد. تدركون وتعلمون أنكم لم يعد بمقدوركم فعل شيء. تعلمون جيداً أني محق في كل حرف كتبته هنا. تدركون أنكم قد أسقط في أيديكم ومع ذلك تتبجحون بالإنجازات. سحقاً لإنجازاتكم.

لقد كنا ذات يوم نحترمكم ونقدركم ونوقركم وكنا نظن أنكم حين يسقط في أيديكم ستخرجون بكل شجاعة لتعلنوا لشعبكم الحقائق ولكن مالذي حدث؟ تراوغون صبح مساء وتلتفون حول كل حقيقة ليصنع إعلامكم المخزي في الضفة وغزة من تلك الحقائق طلاسم تدجلون بها على الشعب فتسحرونه تارةً وتهادنوه تارةً أخرى بمسرحيات سياسية أو "عسكرية" هزيلة لم تعد تخدع كل ذي لب وعقل.

ستستفيقون قريباً على الحقائق الموجعة فهل أعددتم لأنفسكم ملجئاً في الشرق أو الغرب؟ فإذا كنتم تنوون مواصلة طريقكم هذا فاعلموا أن ربيع فلسطين ليس منكم ببعيد. فلسطين لن تمضي بقية عمرها تحت أقدامكم وابناؤها لن يستكينوا لسلطتي البلديات اللتان تفخران كثيراً بهما إلى الأبد.


فأنتم اليوم لستم سوى عساكر تحمون حدود العدو الجنوبية والوسطى. لربما لا يقوم الشعب بإسقاطكم ولكن التهديد بإسقاطكم هو الأجدى فحينها ستعودون إلى رشدكم وستعتذرون عن أفعالكم وستعرفون قدركم فما أنتم في غزة والضفة سوى خدم للشعب الفلسطيني. لتكن ثورة عليكم، شخصياً أتمناها ليس لإسقاطكم بل لتعودوا إلى جادة الصواب فتعرفوا قدركم جيداً وتتوقفوا عن الاستعلاء على الشعب فأنتم ما وصلتم إلى ما وصلتم إليه إلا من خلال الشعب. ربيع فلسطيني حقيقي هو وحده القادر على لجم طموحكم الشخصي الجامح نحو خيال شديد التأثر بمن سقط من طواغيت العرب على حدودكم الغربية فعصى الشعب الفلسطيني وحدها هي القادرة على تقويمكم بعد أن انحرفت رؤاكم وأفعالكم فأنتجت خيبات يخجل المرء من تدوينها أو حتى قراءتها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...