Featured Video

حالة انسانية دعاء بوزو (24 عاماً) حين تصرخ طفلتها جائعة تهزُّها لتنام بمعدةٍ فارغة


بعد أن حرمهما الجميعُ المأوى
"دعاء" ورضيعتها تبيتان لياليهما في حدائق المستشفيات!


دعاء بوزو (24 عاماً) حين تصرخ طفلتها جائعة تهزُّها لتنام بمعدةٍ فارغة

غزة- نسمة حمتو
دعاء بوزو 24 عاماً حين تصرخ طفلتها جائعة تهزُّها لتنام بمعدةٍ فارغة
ساعات طوال تقضيها بين جنبات بيت "الزينجو" الصغير الخاص بوالدها، جدران البيت الصماء كانت تزيد من آلامها فجرًا بعد فجر، تُصلي وتدعو الله أن يزيل عنها كربًا حل بها وبزوجها, تلك كانت قصة الوجع في بيتٍ طُردت منه بعد أن طُردت أيضًا من بيوت الإيجار؛ لتلجأ إلى لشارع ويكون مسكنًا لها ولزوجها وطفلتهما الصغيرة.

صبرت على الوجع كثيرًا وتناست مرضها كي تعيش بكرامة, في "ع الوجع" _وكما كل مرة_ سأتركك عزيزي القارئ مع أصول القصة في التقرير التالي:

لا بيت يؤويها
كانت الفاجعة في عائلة دعاء بوزو (24عامًا) التي لا يوجد لها بيت يؤويها، بل تبات في الحدائق كي يسترها الليل, وفي النهار تبحث عن رزق في بيت والدها.

بداية القصة كانت عندما تزوجت دعاء منذ عام ونصف بابن عمها، وكانت تعاني وقتها من سيولة في الدم فتتقيأ دمًا بشكل دائم، خاصة أن الكلى عندها تفرز حصوات, وتحتاج كل أسبوعين إلى علاج بقيمة 200 شيكل، في حين يعاني زوجها من تمزق في العضلات ولا يستطيع رفع أي شيء.

بعد زواجها مباشرة انتقلت إلى منزل بالإيجار في منطقة الزيتون، فكانت تعيش هي وزوجها وعمها وزوجته (حماتها) وإخوة زوجها في منزل واحد، وبعد تراكم الإيجار عليهم اضطر صاحب المنزل لطردهم, انتقلت دعاء بعدها إلى منزل آخر في معسكر الشاطئ بغزة، ولسوء الحظ لم تستطع دفع الإيجار؛ لأن زوجها لا يستطيع العمل؛ بسبب مرضه، ما دفعها للبحث عن بيت ثالث عله يكون مأوى لها.

أصبح شاغل دعاء بعد طردها من المنازل أن تجد مسكنًا لا تُطرد منه هي وزوجها، وفي ذلك تقول:"لجأت لبيت والدي المكون من غرفتين من الزينجو"، تعيش فيه والدتي وأخي المتزوج وأبناؤه, لكن يا للأسف الشديد والدي لم يتحملني في المنزل وطردني منه أكثر من مرة، وأنا الآن أتيت دون علمه لأغتسل أنا وابنتي ونعود للشارع مرة أخرى".

تضيف دعاء والحسرة تملأ قلبها على ما حل بها وبزوجها:"أمس نمت أنا وزوجي في حديقة مستشفى النصر؛ لعدم وجود مكان نبيت فيه، وقبلها بتنا في حديقة مقهى "الإيطالي"، وهكذا حتى أستيقظ صباحًا، إذ أقضي طوال الليل في المستشفى وأبات نهارًا في المتنزه؛ كي لا يطردني الأطباء".

والدي لا يرحمني
بعد طرد دعاء من المنزل الأخير الذي كانت تعيش فيه اضطرت إلى نقل أثاث منزلها إلى منزل والدها الذي تسكن فيه والدتها وأخوها "المريض" وأبناؤه، فوضعت بعضه على باب المنزل، وما تبقى منه نقلته إلى غرفة والدتها دون علم أحد؛ كي لا يضطروا إلى رميه في الشارع مرة أخرى.

وتزيد:"والدتي مهددة هي الأخرى بالخروج من المنزل فهي مطلقة، ولا يوجد أحد يعيلها وأخي المريض في المنزل".

زوج دعاء يضطر للبحث عن عمل يناسبه طوال اليوم، وعندما لا يجد يعود للجلوس في حديقة أحدى المستشفيات، ثم يأخذ زوجته وطفلته لتبيتا معه فيها, حتى إنها كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في إحدى المرات؛ لعدم توفر العلاج اللازم لها، ما اضطر زوجها للذهاب إلى الصيدلية وطلب العلاج بالدين، وبعد توسل طويل لصاحب الصيدلية وافق على إعطائهما الدواء على أن يسددا ثمنه.

وتتابع بحسرة:"صاحب المحل يريد منا دينًا ثمن الأكل الذي نطلبه، وأختي تريد مني دينًا بقيمة 300 دولار، وكذلك محل الفلافل يريد منا دينه".

وتقول:"لم يعد بيدي شيء أفعله، ذهبت إلى وزارة الإسكان وطلبت منهم إعطاءنا شقة نعيش فيها؛ لأننا نسكن بالشارع، وعدونا بذلك ولم نر شيئًا حتى الآن, أُفضل الموت على أن أمد يدي لأحد كي يساعدني، وليس لي إلا الدعاء إلى الله بأن يفرج هذه الحال".

ولا حتى طعام
يزداد قلب دعاء حزنًا على طفلتها الصغيرة عندما لا تجد لها الحليب لتشربها إياه، فهي تُقسم بالله أن ابنتها الصغيرة تنام ببكائها؛ لعدم توفر الطعام لها، لكنها لا تستطيع فعل شيء أمام الفقر المدقع الذي يحاصرها من جميع الجهات؛ فلا مأوى يحميها من ضالة طريق ولا طعام يسد جوعها وجوع ابنتها وزوجها.

كل أمل دعاء الآن أن تجد بيتًا يسترها وزوجها وابنتها حتى لو كان غرفة واحدة، فهو أفضل بكثير من نومها في الحدائق والمتنزهات وقضائها النهار في المستشفيات.

دعاء، اليوم، لا تنام ليلة إلا ودمعها على خدها؛ لأنها لا تستطيع فعل شيء، لا لمرضها ولا للفقر الذي تعاني منه منذ تزوجت ابن عمها.

كم كانت صادقة مقولة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): "لو أن الفقر رجلًا لقتلته"؛ لأنه قتل الكثيرين من الجوع ونقص المال، وتركهم يبحثون عن رزقهم في الشارع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...